الأحد، 21 يوليو 2013
بسم الله الرحمن الحيم
إذا هطل المطر فجأة في يوم مشمس أو في منطقة لا يعتاد الناس على حمل المظلات فيها  ينقسم الناس إلى قسمين :

الأول : أشخاص متعطشون لماء المطر يرغبون في الاستمتاع به والمرح تحته ويحاولون التعرض لأكبر قدر ممكن من القطرات
أما الثاني : فيريدون الهرب منه والنجاة من الإصابة بقطراته وحماية  ملابسهم  من البلل بسببه.



بالرغم من إعجابي بروح القسم الأول فإن هذا الموضوع يتعلق بسلوك القسم الثاني الذين يركضون نحو أقرب مكان مسقف ليحميهم من المطر، السؤال الذي سيبحثه موضوع اليوم ويجيب عليه هو :

هل تصرفهم التلقائي صحيح أم أن مزيدا من التفكير والدراسة قد يمنحهم حلا أفضل ؟
هل  الذهاب نحو نقطة الأمان راكضا مستعجلا أفضل من الذهاب ماشيا  بهدوء ؟
أيهما سيعرضني للبلل أكثر المشي تحت المطر لمسافة معينة أم قطع هذه المسافة جريا ؟


سنطرح في الموضوع آراء المتحمسين للركض أو المشي ونعرف ذلك :


- بتفكير بسيط أظنه السبب وراء اتخاذ القرار العفوي  بالركض نكتشف أن الركض  ماهو إلا زيادة السرعة حتى يقل الزمن ، أي الوصول إلى نقطة الأمان في فترة أقل، أي المكوث تحت المطر وقت أقل وبالتالي بلل أقل .


- يمكن الرد على الرأي بالأعلى بأنه عندما تجري فستقابل عددا أكبر من القطرات أثناء سقوطها حتى لو كان الوقت قليلا، فمثلا ستكون واقفا في نقطة أ وتلامسك القطرات التي ستسقط فوقها ولأنك تجري فستصل بسرعة إلى النقطة التالية ب وتتمكن من اللحاق بالقطرات قبل سقوطها  وتلامسها وهكذا مع جميع النقاط التالية حتى تصل بعد أن غرقت.
كما أن القطرات ستسقط على عدة أجزاء من جسدك لأنها ستكون معرضة للمطر أثناء الجري : قطرات على رأسك وبطنك وساقيك ، أما أثناء المشي فالقطرات تسقط على رأسك وكتفيك فقط . وهكذا تكون المساحة التي تبتل من جسمك أثناء الجري أكثر منها أثناء المشي .


المسألة تعدت الاختلاف في الآراء إلى حسم الأمر بأداء التجارب العلمية والمعادلات الرياضية !


- يقول العالم الفيزيائي جيرل ووكر ( Jearl Walker) من جامعة كليفلاند (Cleveland State University) : الجري يبقيك جافا أكثر لأنك تمضي وقت أقل تحت المطر ويقدم لك وضعية مقترحة لتقليل البلل أيضا.  فإذا لم يكن هناك رياح مصاحبة للمطر أو كانت الريح مقبلة باتجاهك  تستطيع أن تقلل قطرات المطر التي قد تلامسك بالانحناء إلى الأمام ( وضعية الركوع) مع الجري بأسرع مايمكن ، أما إذا كانت الريح مقبلة من خلفك وتمشي عكسك فعليك أن  تتحرك بسرعة مثل سرعة القطرات الأفقية بحيث تسير مع المطر حسب كلامه بهذه الطريقة ستمنع القطرات الجارية خلفك من لحاقك وفي نفس الوقت لا تصيب قطرات أخرى من الأمام . وستصيب القطرات رأسك فقط .


- عام 1997 ، صدر تقرير من المجلة البريطانية للطقس  يقول فيه باحثان متخصصان في المناخ ( Trevor Wallis and  Thomas
Peterson )  أن الجري أفضل من المشي . وتوصلا لذلك عبر قيامهما بالتجربة التالية :  خرجا سويا في يوم ممطر وارتديا  سترتين متشابهتين ، ولبسا تحتها كيسي قمامة حتى يمنعان تسرب قطرات المطر من خلال السترة ، ومشى أحدهما وجرى الآخر تحت المطرت قطعا مسافة 100 متر ثم وزنا سترتيهما قبل وبعد العبور في المطر .  ومن خلال التجربة وجدا أن سترة الشخص الذي ركض أقل بللا بنسبة 40% . والتجربة خير برهان .

- إذن الركض هو الخيار الأفضل ولكن لا يخفى علينا أن الركض يحتاج طاقة أكبر وجهد أكبر كما أن احتمال السقوط والتزحلق مع أكبر ولهذا فكر هل النجاة من البلل أمر يستحق العناء فعلا ؟ خاصة إذا  كان المكان المقصود قريب أو أنك تبللت أصلا وحسم الأمر .


– أخيرا ، إذا أردت التأكد من خطواتك وحسابها بدقة فالفيزيائي (Doug Craigen ) صنع لك حاسبة يدوية تحتاج منك أن تدخل طولك وبعض مقاسات جسمك وتخمن سرعة الرياح وتخبرك هل تركض أم تمشي هربا من المطر !!! ( من هنا )

ترجمة بتصرف لهذا المقال
ترجمة : سمر زهير حمدان

المصدر :  ساعة علم

مدونة البعداني

اجعل مدونتك افضل مدونة مع التصاميم المجانية و الاضافات الجديدة و الدعم الفني المجاني فقط على مدونة جلال البعداني ,,,,,

0 التعليقات

من فضلك اكتب تعليقك هنا